قررت ألا أسأل جدي عن الدين والأنساب..واكتفيت بالسياسة فقد قال لنا الأستاذ:
إنك إن لم تهتم بالسياسة فهي تهتم بك، لكن جدي كان ينأى عني كل ما سألته في السياسة، بل كان يتجاهلني.. ويقوم مسرعا نحو الصنبور و يتوضأ،ولا يكف فمه عن التعوذ والحوقلة..و لما أصابه ألم حاد كان يتيمم. إذا، السياسة من مبطلات الوضوء.. لكن الأستاذ لم يقل لنا ذلك، توسلت إلى جدي أن يخبرني لماذا يتوضأ كلما حدثته في شأن سياسي، بل كان يتوضأ حتى إن سمعهم في نشرة الأخبار.. لكن طقسا غريبا لم أجد له شرحا؛ إذا حدث أن صادف في التلفاز جلسة البرلمان.. كان يطردني وهو يهذي بكلمات لا أفقهها، ثم يقوم مسرعا إلى الحمام؛على الأرجح يغتسل الغسل الأكبر..أجابني أخيرا جدي:
-لما تكبر ستعرف لماذا..لكني لا أنصحك بالسياسة
قاطعته:
- لماذا لا تنصحني بها يا جدي،رجاء..رجاء..
- اجتهد..اجتهد..ستدرك الجواب يوما
جدي كان أحيانا يفزع من نومه ليلا و يتوضأ لأنه رأى سياسيا..أما في أواخر حياته فقد بدأ يعد حروف إسم السياسي الذي يباغته في النوم أو التلفاز..فيتوضأ عدد أحرفه و أكثر، ربما جدي فقد عقله..لا أدري..
تعليقات:
